بيلوسي غدا في دمشق

بيلوسي غدا في دمشق......

--------------------------------------------------------------------------------

تستعد دمشق غدا لاستقبال رئيسة مجلس النواب الاميركي الديموقراطية نانسي بيلوسي، التي تصل إلى بيروت اليوم، في مهمة تخرق الحصار السياسي الذي تفرضه إدارة الرئيس جورج بوش على سوريا وتعزز الاتجاهات الاميركية المناهضة للحرب في العراق. وقد سبقها وفد من النواب الجمهوريين الاميركيين، قابل الرئيس بشار الأسد، وأشار الى التزامه بتوصيات لجنة بيكر هاملتون.
والتقى الرئيس الأسد النواب الجمهوريين فرانك وولف وجو بيتس وروبرت ادرهولت بحضور وزير الخارجية وليد المعلم. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) انه «جرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول الوضع في العراق، والمنطقة بشكل عام». وشدد المعلم، خلال لقائه الوفد، على «أهمية الحوار بين الجانبين، للتوصل إلى قواسم مشتركة تساعد على حل الأزمات القائمة في المنطقة» مبديا «استعداد سوريا لمواصلة جهودها في المساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة». وأكد النواب، في بيان، أنهم «جاؤوا إلى سوريا لأنهم يؤمنون بأن ثمة إمكانية للحوار». وقالوا إن «كل واحد منا يؤمن بقوة استراتيجية الرئيس بوش الجديدة في العراق، ونؤمن أيضا كما أوصى بذلك تقرير لجنة بيكر ـ هاملتون حول العراق بأنه ينبغي أن يكون هناك جهد دبلوماسي قوي لمعالجة القضايا والمصالح الأخرى والصراعات التي لم تحل بعد في المنطقة»، و«نحن في ذلك نسير على خطـــى الرئيس رونالد ريغان، الذي تعامل مع السوفيات أثناء الحرب الباردة». وأضاف البيان «خلال لقاءاتنا مع مسؤولين حكوميين وآخرين، بينهم رجال أعمال وقادة دينيون وأعضاء آخرون في المجتمع المدني السوري، طرحنا قضايا ضرورة منع المقاتلين الأجانب الذين يقتلون الجنود الأميركيين والعراقيين الأبرياء من دخول العراق عبر سوريا، وضرورة إنهاء الدعم لحزب الله وحماس، والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود بأمن وسلام، ووقف التدخل في لبنان».
بيلوسي
ويتوقع وصول بيلوسي إلى دمشق غدا، حيث تقيم لها السفارة الأميركية حفل استقبال، على أن تلتقي الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم.
ويرى مسؤلون سوريون أن هذه الزيارة بمثابة «فرصة ثمينة للحديث للغالبية في مجلس النواب الأميركي». وقال السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى إن هذه الفرصة «هي لتحقيق فائدة للجانبين».
وحمّل رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت رئيسة مجلس النواب امس رسالة تتضمن الشروط الإسرائيلية لبدء محادثات مع دمشق، وأهمها وقف «دعم الإرهاب»، فيما أشارت بيلوسي إلى أنها ستثير مسالة الأسرى الإسرائيليين مع الأسد.
وتعتبر زيارة بيلوسي، خطوة أكثر تقدما في الحوار الأميركي ـ السوري المتوقف على المستوى الرسمي. وتسعى دمشق لاستثمار الزيارة سياسيا، في الوقت الذي بات فيه الحديث عن «مقاطعة» سياسية لسوريا، من الماضي. وتوقعت مصادر ســــورية أن تفتح زيــــارة بيلوسي الباب أمــام سيل من الزوار الأوروبيين والأميركيين.
وقال مسؤول سوري رفيع إن «دمشق تنظر باهتمام لهذه الزيارة، نتيجة التقدير لمواقف بيلوسي التي تعبر عن الرأي العام الاميركي كما أفرزته الانتخابات النيابية مؤخرا، وخاصة في ما يتعلق بمناهضة الحرب على العراق». وأوضح أن «الحوار معها يعبر عن قناعة سوريا بضرورة إيجاد حل سلمي للمشاكل، عبر الحوار مع القوى الفاعلة في المنطقة. وتعتبر دمشق هذه الزيارة فرصة للتعبير عن مواقفها، حيث إنها لم تكن أبدا جزءا من مشكلات المنطقة، وإن المشكلة الحقيقية تكمن في العقيدة التي تحكم الإدارة الاميركية